مكارم الأخلاق
تتجلّى أهمية مكارم الأخلاق من ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خياركُم لأهلِه)، وتعرف الأخلاق بالميول أو العادات الإرادية التي يتصف بها الإنسان، ويتطبع بها حتى تصبح من العادات الأساسية الأصلية المترسخة فيه، أمّا مكارم الأخلاق فهي الحسنة منها، مثل الكرم، والشهامة والمروءة، والأمانة، وغيرها من صفات.
أهمية مكارم الأخلاق وفوائدها
للأخلاق الحميدة تأثير كبير على حياتنا، فخُلق الإنسان هو أكثر ما يميّزه كفرد وهو ما يشكّل المجتمع، كما تعتبر مكارم الأخلاق من أهم الأمور التي وصّانا بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحثنا دائماً على التخلّق بها، وتعتبر الأخلاق الحميدة من الأعمدة الرئيسية التي تقوم عليها أي أمة، فكلما كان الناس على درجة عالية من الأخلاق كانت الأمة أكثر ازدهاراً، وزاد نهوضها وارتقاؤها، واشتدّ التماسك الاجتماعي والشعور بالأمان فيها، يُضاف إلى ذلك أنّ التخلّق بالأخلاق الحميدة يُكسب الإنسان الشعور بالراحة والطمأنينة، كما ينشر المودة والرحمة بين الناس ويجعلهم أكثر ترابطاً وإخاءً، ويُقلل من الحسد والحقد، فعندما يتحلّى الإنسان بأخلاقيات الإحسان، والأمانة، والإيثار، وحسن الظن، والحلم، والحياء، وغيرها من الأخلاق سيكسب حبّ الله، والأفراد لا محالة، كما أنه سينفع إخوانه في المجتمع، فيغدو المجتمع متآخياً متماسكاً لا أحقاد فيه ولا أضغان، وإن أراد الإنسان التخلّق بهذه الأخلاق الحميدة، فيمكنه السعي والجهاد من أجل الوصول لها، وتذكير الذات في نتائج التخلّق بها، وتأثيرها الإيجابي على حياتنا، والتفكير في عواقب سوء الأخلاق، والدعاء دائماً إلى الله ليرزقنا بحسن الخلق.
مظاهر مكارم الأخلاق
تتنوّع مكارم الأخلاق وتشمل مناحي الحياة جميعها، فنذكر منها الصدق، الذي يعتبر من أهم الصفات التي يجب على المسلم أن يتّصف بها، ونذكر خلق الرحمة، وهي الرقة، والرأفة، والعطف في التعامل مع الناس والحيوانات حتى، كما لا ننسى خلق الكرم الذي عُرف به العرب منذ قديم الزمان، والأمانة، والمروءة، وتشمل مكارم الأخلاق أيضاً التواضع الذي يبسط للشخص المحبّة في قلوب الناس، والحياء الذي يزيّن الفرد، كما أن البعد عن الغيبة والنميمة اللذين يعتبران من أشدّ أمراض العصر في الوقت الحالي نوعاً من أنواع مكارم الأخلاق، وتجنّب إشعال الفتنة بين الناس، والسعي للإصلاح بين المتخاصمين منهم، والتسامح الذي يدفعنا لغفران الأخطاء التي ارتكبها البعض في حقّنا ليس ضعفاً، وإنّما طمعاً في رضا الرحمن، والكثير من الأمور الأخرى التي تُكسبنا رضا الله تعالى وتُعدّ من مكارم الأخلاق.
الخاتمة
إنّ الأخلاق الحميدة هي من أجمل السبل التي توصلنا إلى طريق الله عز وجل، فتكون سبباً في كسب حبّه ورضاه، وسبيلاً إلى الجنة، فهي دليل على صفاء النفس وطيبتها، ومن جانب آخر هي ما يقودنا إلى التحضّر والرقي، والازدهار بين المجتمعات، لذلك يجب علينا أن نغرس هذه الأخلاق في نفوس أطفالنا حتى يكبروا عليها، ونتذكّر دائما أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفاته الكريمة، ولنجعلها دافعاً لنا لنكون قدوة بأخلاقنا الكريمة لكلّ من رآنا.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن مساعدة الجار، موضوع تعبير عن الكرم.