المقدمة

ها قد غادر أخي حيّان إلى منزل جدي وجدتي أسبوعاً كاملاً سيقضيه في منزلهما منذ اليوم، وأنا فرح جداً، فأنا رغم حبي الشديد له، أغتاظ منه كثيراً في بعض الأحيان، فحيّان أخي الذي يصغرني بسنة كاملة هو آخر فرد في العائلة، وهو يحظى بدلال من والديّ كبير، فيتصرف كالطفل معظم الوقت، ويبكي عندما يريد الأشياء، ويصرخ، مما يستفزني ويدعونا لأن نتشاجر.


أخي الغالي

لم يمضِ سوى يومان على رحيل أخي إلى بيت جدي، وقد بدأت أشعر بالاشتياق له، فالبيت من دونه ساكن، وهادئ لا روح فيه، أبي في عمله، وأمي في المطبخ، أما أخواتي رغد وهلا ففي غرفتيهما تذاكران، لقد ظننتُ بأنّ حيّان بمزاحمته لي على ألعاب الفيديو، وإلحاحه علي بأن يشاركني اللعب مرة، وأن أعطيه دوراً مرة كان ينغّص علي متعتي، إلّا أنني أكتشف الآن أنّ كل ذلك كان سبب متعتي، فقد بدأت اللعب الآن ثم تركت الألعاب وقمت إلى غرفتي من شدّة الملل، وفي الغرفة لا أجد من أشاركه الحديث عمّا جرى معي في المدرسة، ولا أجد من يلعب معي كرة القدم كما كل يوم.


أمسكت هاتفي النقال وكتبت لحيّان رسالة قلت له فيها كم أشتاق له، وكم أفتقده، وكم هي حياتي بدون أخي لا طعم لها، فكل زاوية من زوايا البيت تبدو هادئة وكئيبة بدونه، وأنني بوجوده أشعر بأنني أقوى، وأن وجوده إلى جانبي يعني وجود الدعم والسند، أخي العزيز هو قوّتي في هذه الحياة، وسندي إن احتجت إلى شيء، وصديقي في اللعب، والحديث، ومناقشة ما يدور في دماغي من أفكار، كنت أظنّ أن أصدقائي كُثر وسيعوضوني عن غياب أخي، لكنّ ذلك لم يحدث أبداً، فالأخ شيء مختلف ليس هنالك ما يعادله في الدنيا كلّها.


لقد كنتُ أعلم أنني أحبّك، لكنني اليوم علمت أنني أحتاجك أيضاً، فالحياة بلا أخ لا تُطاق، لذا عُد سريعاً يا أخي لنلعب معاً، ونلهو معاً، ونتحدّث معاً، فتنصحني وأنصحك، وتساعدني في حل مشاكلي وأساعدك، وترافقني في مشاويري وأرافقك، وأهم هذه المشاوير هو مشوار حياتي كاملاً، فأنا بدونك لا شيء يا عزيزي.


الخاتمة

بينما أنا أستعد للضغط على زر إرسال الرسالة، فإذا برسالة شوق تصلني من حيّان، يعبّر فيها عن شوقه وحبّه لي، دمعت عيناي وابتسمت، ثمّ أرسلتُ رسالتي أنا الآخر، وحمدتُ الله على نعمة وجود الأخ في حياتي.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن مرض أخي، تعبير عن الأخت