المقدمة

تملك قلباً كبياض الثلج، ووجهاً لا أرى أجمل منه، وروحاً طيبة تحلّي المكان، هي تمدّ لي يدها لتساعدني كلما ضاقت بي الدنيا دونما كلل أو ملل، وتقاسمني أحزاني قبل أفراحي، وتذرف دموعها لأجلي إن حزنت، نضحك معاً، ونحزن معاً، ونتقاسم معاً كل ما لدينا، هي روحي الأخرى في جسد ثانٍ، إنّها أختي الحبيبة التي قال فيها الشاعر:


ﻗﺪﺭُ ﺍﻷﺧﻮﺓِ ﻓﻴﻚِ ﻻ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﺑﻌﺪﺕِِ

ﻓﻤﻜﺎﻧﻚِ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﻐﺎﻑِ ﻓﺄﻧﺖِ ﺃﺧﺘﻲ

ﺇﻥ ﻗﺪَّﺭَ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟّﻠﻘﺎﺀَ ﻓﺄﻧﺎ ﺳﻌﺪﺕُُ ﻭﺃﻧﺖ ﻃﺒﺖِ

ﺃﻭ ﻟﻢْ ﻳﻜﻦْ ﻓﺮﺿﻰً ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢَ ﺍﻟﻤﻠﻴﻚُ ﻭﻗﺪْ ﻋﺮﻓﺖِِ


حب الأخت

حب الأخت هو مشاعر صافية بيضاء لا تشبهها أي مشاعر أخرى، فهو حب بعيد عن المصلحة أو النفاق، فأنا حينما أنظر لعيني أختي لا أراهما تحملان لي سوى الخير، والحنان، ولا أرى فيهما من الحقد، أو الحسد، أو الغيرة ذرة، وهذا ما يميزها عن بقية البشر، أحبّها لأنّها صديقتي التي تستمع لي في كل حالاتي، فتواسيني عند حزني، وتحتضنني عند غضبي، وتشاركني فرحتي عند فرحي، وتساعدني عند حاجتي لها، هي المصباح الذي ينير لي الطريق ليهديني، فتراها تنصحني بفعل الخير، وتحذّرني من كل ما هو سيئ، وتحفظ أسراري ولا تفشيها، قد نتشاجر يوماً لكنّ ذلك لا يستمر لوقت طويل، تنظر لي وأنظر لها ونضحك سوياً، فلا شيء في هذه الدنيا يعكّر صفو محبّتنا، ولا ينال من قوة علاقتنا وإن تشاجرنا حتى.


أقاسمها مكان النوم، وطبق الطعام، وطريقي إلى مدرستي، وإن نسيت يوما شطيرتي تجوع هي وتمنحني شطيرتها، تعيرني ما أحتاجه منها من ملابس أو نقود بطيب نفس، ورحابة صدر، هي تساعدني في دروسي، وتشاركني مخططاتي، فأنا لا أشعر بنكهة الأشياء إلّا بوجودها، أمّا عن صوت ضحكاتها في البيت فهو أجمل من شدو العصفور، وفكاهتها وخفّة ظلها هما ما يمنحان البيت جماله، فيارب احفظها لي.


فراق الأخت

فراق الأخت شيء مرير جداً يشبه انتزاع الروح من الجسد، ففي فراقها يجد الإنسان الوحدة، فلا يشعر بوجود من حوله وإن كانوا ملايين، وفي فراقها لا يجد من يحدّثه، ويشاركه أحلامه وطموحه، ويحمّسه ويشدّ على يده لتحقيقها، في فراقها لا يجد من يستمع له دون كلل أو ملل، ويساعده على التخلّص من مشكلاته، في فراقها يحس الإنسان بالغربة وإن كان في وطنه.


الخاتمة

في الأخت يجد الإنسان روحه، ولضحكتها تفرح النفس ويبتهج الفؤاد، فهي نعمة من الله عليه أن يحافظ عليها وعلى العلاقة التي تجمعه بها، فلا يسمح للحاقدين والحاسدين بهدم هذه العلاقة، وزرع الضغينة والكره في قلبه تجاهها، وليسعى دوماً ليكون ما يربطه بها صافٍ ومتين، فإن فقد الإنسان أخته لن يعوّضه عنها كل الأشخاص حوله، فيارب احفظ لنا أخواتنا، واجعلنا لبعضنا دوماً الملجأ والسند.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الأخوة، تعبير عن مرض أخي