الموضوع الأول

المقدمة

كنّا نجلس في الصالة نتابع أحد البرامج العائلية الشيقة، فنفث أبي دخان سيجارته قريباً مني من غير قصد، فشعرت بضيق في نفسي سبب لي السعال، فاستأذنت وخرجت من الغرفة وأنا لا أستطيع أن أفهم كيف يؤذي الإنسان نفسه بيده بهذه الطريقة!، هذا الإنسان الذي يحافظ على نفسه من السقوط في حفرة، أو جرح سكين مثلاً، هو نفسه الذي يقتل نفسه يومياً بهذه السجائر اللعينة، فتضعف أعضاؤه، ويهرم وجهه، ويمرض جسده، يا إلهي كم هو بغيض هذا الدخان!.


ضرر السجائر

خرجت من الغرفة وكلي حزن على أبي الذي يدمر نفسه بنفسه، وعلى الكثيرين مثله، يخدعهم مذاق السجائر وما وُضع فيه من سموم ومواد قاتلة، فيجعلهم يدمنونه وقت الغضب، والحزن، وحتى وقت الفرح، وهم لا يعلمون أنّ كل سيجارة منه تفتك بأجسادهم من الداخل والخارج، فهذه الرئتين تضعف وتضمر وتصبح عاجزة عن أداء دورها في الجسم، وهذا القلب يوهن من شدة السموم التي تجري بالدم، وهذه الشفاه تصبح سوداء بشعة المنظر، ناهيك عن أمراض الجلطات والذبحات الصدرية، والسرطانات المختلفة التي تصيب الجسم بسبب هذه السجائر المؤذية.


لاحظ أبي انزعاجي وخروجي من المكان، فتبعني إلى غرفتي وسألني عمّا أزعجني، أخبرته بأنّ خوفي عليه، وعدم رغبتي بالعيش من دونه هما ما أزعجاني، فالتدخين عواقبه وخيمة، قد تنتهي بالمرض والعجز، أو الوفاة، وهذا ما أخافُه، بالإضافة إلى أنّ إلحاق الضرر والخطر بنفس الإنسان أمر محرم في الدين، وهذا ما يفعله الشخص حينما يدخن، إذن فما يفعله ذنب يؤثم عليه! وهذا ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، سمع أبي كلامي بانتباه، ثمّ تغيّرت ملامحه، وخرج من الغرفة حزيناً دون أن ينطق بكلمة، ثمّ ذهب إلى غرفته ونام طويلاً.


عندما استيقظ أبي ذهبت أمي لتعدّ له فنجاناً من القهوة، فشكرها وأخذ الفنجان، لكنّه لم يشعل سيجارته معه كالعادة، فتعجبت لذلك، ولما أحضرت له أمي علبة السجائر أزاحها بيده بعيداً، ثم لملم كل المنافض الموجودة في البيت وأخفاها، وأتلف علب السجائر التي كانت لديه وقال: منذ اليوم حرّمت على نفسي هذا السم القاتل، فأنا أريد عيش حياة صحية مع زوجتي وأبنائي، دون أن أؤذيهم برائحة السجائر القاتلة، أو أحزنهم على مرضي أو وفاتي.


الخاتمة

فرحنا جميعاً لقرار أبي المفاجئ، ودعونا له الله بالثبات، أمّا هو فاقترح أن نستبدل هذه العادة الخاطئة بعادات صحية أكثر، مثل ممارسة الرياضة معاً كل صباح، فوافقنا على ذلك بكل حماس، فيما شكرتني أمي وإخوتي لهذا القرار الإيجابي الذي اتخذه أبي بسببي.



الموضوع الثاني

المقدمة

قد يُلحق الإنسان بنفسه الضرر بقصد أو دونما قصد منه، ساهياً عن أنّ الله وضع روحه بين يديه أمانة سيحاسب عليها، وقد قال تعالى في ذلك في محكم التنزيل: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (البقرة، آية: 195)، ومن تلك الأشياء التي قد تلحق الضرر في هذه الروح الخمر، والمخدرات، والسجائر، لذا حرّمها الله تعالى، ونهانا عن الاقتراب منها، وأمرنا بكل ما هو طيّب وفيه خير، والتدخين واحد من هذه السلوكات البشعة التي يجب على الإنسان تجنّبها لما فيها من مضار.


أضرار التدخين

يتهاون بعض الأشخاص في موضوع التدخين، فيرونه مجرد عادة تدفع الشخص لاستنشاق هذه اللفافة البيضاء ونفث الدخان منها لا غير، غير مدركين ما تحتويه من مواد سميّة ضارة كالنيكوتين، والقطران، وأحادي أكسيد الكربون وغيرها قد تؤدي إلى أمراض خطيرة جداً ستتسبب للإنسان بالكثير من أمراض القلب والشرايين، والأوعية الدّموية، بالإضافة إلى كونها سبب من أسباب الجلطات الدماغيّة، وسرطانات الرئة، والفم، والمريء، واللثة، وتساقط الأسنان، ورائحة النفس المنفّرة، والتهابات المفاصل، واسوداد الشفاه وغيرها الكثير من الأمور.


والمدخّن الذي يفرّط في صحّته أنانيّ لا يكترث بضرر الآخرين من حوله، والذين يتعرّضون لما يسمّى بالتدخين القسري الذي يعني استنشاقهم لما تصدره سجائره من أبخرة سامّة دون رغبة منهم في ذلك، بالإضافة إلى أنّه يبدّد نقوده في شراء هذه اللفائف السامّة في الوقت الذي يستطيع فيه ادّخارها لمستقبله، ومستقبل عائلته.


التخلّص من التدخين

كلّ ما ذُكر يشير إلى ضرورة أن يلتفت المدخّن لصحّته ويحاول ترك هذه الآفة عن طريق دعاء الله، والإصرار والإرادة على تركها بالبعد عن مجالس المدخّنين والتدخين، وإشغال وقت الفراغ بالرياضة أو القراءة، وإبعاد كل ما قد يشجّعه على العودة إلى التدخين مثل علب السجائر، والطفايات وغيرها.


الخاتمة

في السجائر تكمن أضرار وأخطار كبيرة تدمّر صحة الإنسان، وتحرمه من عيش حياة خالية من المرض والألم، وهو ما يوجب عليه أن يبدأ بالتخلّص من هذه العادة ويستبدلها بعادات صحيّة أخرى تعطي الروح لحياته، وتمكّنه من عيشها بسعادة وصحة.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الصحة، تعبير عن البيئة