التسوّل

يعتبر التسول من الظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا حاليًا، ويعني طلب المال من المارّة في الشوارع والأماكن العامة، والاتّكال عليهم للحصول على قوت يومهم باستخدام بعض العبارات والأدعية وغيرها، كما أنّ ما يستدعي الحزن هو وجود بعض المتسوّلين من الأطفال الموجودين على الإشارات المرورية وفي الطرقات، والتسوّل سلوك سيّء نهى الله تعالى عنه، وأمرنا بالجد والعمل للحصول على الرزق، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى)، (حديث صحيح)، واليد العليا هي اليد العاملة، أمّا اليد السفلى فهي اليد التي تمتد طالبة رزق غيرها..


أسباب التسول

من المعروف أنّ لكل مشكلة أسباباً، وللتسوّل أسباب عديدة يجب القضاء عليها، وأولها التكاسل والتخاذل عن العمل وطلب رزق الله تعالى، كما يُعتبر الفقر أحياناً سبباً للتسول، وانتشار البطالة أيضاً، وقلة فرص العمل هي من أسبابه، إلّا أن كلّ هذه الأسباب ليست كافية لأن تدفع الإنسان لهدر كرامته ومدّ يده للناس في الطريق متسوّلاً، خاصة وأنّ التسوّل ليس حلاً لهذه المشاكل، بل إنّ الثقة بالله تعالى وبأنّه رازقنا، والتوجّه للعمل وبذل الجهد في البحث عن الفرص المناسبة هي حل هذه المشكلة النهائي.


مكافحة التسوّل

يبرع المتسوّلون بالتظاهر للحاجة من خلال كسب تعاطف الناس، فقد يحملون وثيقة غير رسمية تدل على أنّهم يعانون من أمراض معينة، وقد يتظاهرون بالإعاقة من خلال تمثيلهم لبعض الحركات، أو من خلال تظاهرهم بالجوع الشديد، فيرتدون الملابس البالية، وغيرها من الأساليب الأخرى التي يجب أن لا ننخدع بها، إذ علينا أن نكون واعيين لمثل هذا، فلا نعطيهم النقود لأننا نساعدهم بذلك على التسوّل، أمّا ما أردنا التبرع به من صدقات أو أموال فعلينا إعطاؤه للفقراء المستورين بعد التحقّق من حاجتهم، أو للجمعيات الخيرية الموثوقة، أو جمعيات رعاية الأيتام.


الخاتمة

التسوّل فهو ظاهرة سلبية علينا التخلّص منها، وذلك من خلال التوعية حولها، كما يجب على الدولة أيضاً أن تتكفل بالمتسولين من خلال تدريبهم على المهن التي يحتاجها المجتمع لكي يصبحوا أفراداً منتجين، فعلى الإنسان أن لا يمد يده لغيره، وأن يبذل جهده في البحث عن عمل لكي يحصل على قوت يومه ليحافظ على كرامته لأنّها أثمن ما يملك.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن آفة من الآفات الاجتماعية، تعبير عن صيانة المال العام