الشِّتاء

الشتاء هو أحد فصول السنة الأربعة، يأتي مباشرةً بعد فصل الخريف، فيه تتجرّد الأرض من البساط الأخضر، والأشجار من أوراقها التي أسقطها فصل الخريف، وهو طقسٌ بارد، يتميّز بالتساقط الغزير للأمطار التي تصاحبها الثلوج أحيانًا، وترتوي فيه الأرض بالماء بعد عطشها الطويل في فصل الصيف، فتنبت الأرض من جديدٍ بعد ارتوائها، وهو فصل ميلاد الحياة، وتعقيم الأرض من كل الأتربة والغبار والأوساخ العالقة بها بفعل هذا المطر.


فصل الشِّتاء

وأخيراً جاء فصل الشتاء الذي انتظرناه طويلاً، بعد أشهر الحرّ الطوال خلال فصل الصيف وبعد أيّام فصلي الربيع والخريف، جاء الشتاء يحمل معه النسمات الباردة، والغيوم الرماديّة التي تلوح في الأُفق البعيد، فتقترب رويدًا رويدًا، حتمًا تحمل الكثير من الأمطار، والرياح الباردة وربّما الثلوج، بدأت أمّي تستعد لاستقبال فصل الشتاء، ففرشت البيت بالسجّاد، وأخرجت من الحقائب الملابس الشتويّة واستبدلتها بالصيفيّة، ونفضت الغبار عن المدفأة التي ستشيع الدفء بالنيران المشتعلة فيها.


اختلفت صورة البيت بحلول الشتاء، ها هو الآن أكثر دفئًا، جمع أبي الحطب لإشعال المدفأة بعد أن اشتدّت الرّيح في الخارج معلنةً قدوم المطر، تحلّقنا حولها لتبدأ ليالي الدّفء التي تميّز فصل الخير والعطاء، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث ونتسامر، وبدأ أبي يحكي لنا الحكايات من الذكريات التي حدثت معه في صغره في فصل الشتاء، تارةً نضحك عليها، وأخرى نحزن، ولكننا نستمتع بما نسمع من تلك الحكايات، رغم أنّ بعضها يتكرر في ليالي الشتاء، وبدأت الأمطار الغزيرة بالهطول، فاحت رائحة الأرض بعطرٍ لا نشتمه إلا في القطرات الأولى التي تلامس التراب مطلع كلّ شتاءٍ، ساد الصمت ونحن نستمتع بتلك الرائحة، ونطرب على وقع قطرات المطر عندما يلامس زجاج النّافذة، وتدهشنا تلك الأضواء المنبعثة من بين الغيوم في لحظة برقٍ خاطفة، تتبعها أصواتٌ مدويّة للرعد فتثير الرهبة في أعماقنا، وعاد أخيراً فصل الشتاء.


الخاتمة

فصل الشتاء كما ذكرنا هو المتمّم لباقي الفصول الأربعة، وفيه تُسقى الأرض لتستعد للإنبات في فصل الرّبيع، ويأتي الصّيف وتثمر فيأكل منه كل الكائنات الحيّة، ويأتي موسم الحصاد في الخريف، فتلقي الطبيعة كل ما في جعبتها، وتستعد للسبات الطويل طيلة فصل الشتاء الذي يعود من جديدٍ ليبدأ عمليّة ميلادٍ أخرى لحياةٍ جديدة للأرض.



للمزيد من الماضيع، تعبير عن المطر، تعبير عن الماء