المقدمة

حلّ الصيف، وبدأ الفصل الأحبّ إلى قلبي، أما إن سألتم عن سبب حبي لهذا الفصل فهو حبي للرحلات، والزيارات، والسفر الذي يكون في أيامه، ففصل الصيف هو فصل الإجازة، والخروج، والانطلاق، وهل هنالك أجمل من هذه الأشياء! خاصة إن كانت الرحلات والنزه إلى شاطئ البحر الجميل، فبالتأكيد لن يكون هناك ما هو أجمل.


نزهة إلى شاطئ البحر

ها هو صوت جدتي من بعيد يعلو وهي تقول: لا تنسوا زجاجات العصير الباردة يا أولاد، والطاولة والمقاعد، ثمّ هيا أسرعوا فنحن لا نريد تفويت يومنا هنا، ضحكنا جميعنا أنا وأولاد خالي وأولاد عمي، ونحن نلملم حاجيات النزهة، وكلنا حماس وطاقة للانطلاق في رحلة عائلية إلى شاطئ البحر، وبالفعل حرصنا على حمل كل ما يلزمنا في هذه النزهة التي بدأت منذ الصباح، وانطلقنا نحجز أماكننا في حافلة كبيرة يقودها العم نعمان إلى هناك.


كانت الأجواء في الحافلة جميلة، والأجمل منظر البحر المتلألئ من خلف الأفق حينما وصلنا إليه، لقد كانت أشعة الشمس تنعكس عليه فتظهر كأنها ذرات من الذهب اللامع، وهنا اشتد حماسنا، مما جعلنا نقفز من الحافلة فور توقفها متناسين إخراج حاجياتنا منها، وحاملين ملابس السباحة مستعجلين للسباحة في البحر.


على شاطئ البحر

علا صوت جدتي مرة أخرى: أيها الأولاد عودوا إلى هنا واحملوا الحاجيات، ضحك أبي وقال: اتركيهم يا أمي سأنزلها أنا، فهم سعداء بمنظر البحر، وبالفعل ما هي إلّا دقائق حتى بدلنا ملابسنا ونزلنا لنسبح في البحر، فيما وضع الكبار العدة على الشاطئ وجلسوا يراقبوننا بفرح وسرور، أما أمي وجدتي ونساء العائلة فقد جلسن يعددن لنا الطعام من شطائر، وعصائر، وسلطة وغيرها، وهنّ يتبادلن أطراف الحديث، وعند الظهيرة نزل أبي وأعمامي ليتنافسوا في السباحة، والغوص في الماء، فيما أخذ كل واحد منّا يشجّع أباه ويهتف له بحماس.


جدي يجلس قريباً منا محاولاً صيد الأسماك التي هربت بعيداً من الضجة على ما يبدو، وجدتي تستعيد شبابها وتمشي على الشاطئ باحثة عن الأصداف لصنع عقد جميل منها، أما الأطفال فيقضون وقتاً ممتعاً باللعب في بالونات الماء، ومعدات الرمل، الذي صنعوا منه أجمل القصور.


الخاتمة

غابت شمس هذا اليوم الجميل، وحان وقت الرحيل، وها نحن نجمع حاجياتنا ونلملمها للنطلق عائدين للمنازل، بعد نزهة جميلة على شاطئ البحر نتمنى أن تتكرر من جديد، أما الشمس فغابت خلف الأفق، وحلّقت النوارس حولها كأنها تودعنا، وتطلب منا العودة لنزهة شاطئية جديدة قريباً.