المقدمة

مدّت لي صديقتي حنان بلوحة كتب عليها مجموعة من الأبيات الشعرية التي تتغنى بالمدرسة، بعد يوم طويل قضيناه في تنظيف مدرستنا التي هي بيتنا الثاني، لقد كانت من أمتع الساعات التي قضيتها في حياتي، فكم هو جميل أن تشعر أنّك إنسان له أثر مفيد يظهر في مدرسته، انهينا تنظيف كل ما فيها، وعلقنا على الجدار لوحة كُتب فيها:

مَدْرَسَتُي حَديقَتَي وَبَابَهَا الْكِتَابَ

أَقَرَأَ فِيهَا قَصَصًا، وَأُدَرِّسُ الْحِسَابَ

فِي كُلِّ صُبْحٍ نُذْهِبُ مَعَ الرُّفَّاقِ

نَلْعَبُ نُدَرِّسُ فِي صُفُوفِنَا في وفاق


تنظيف المدرسة

اقترحت علينا معلمتنا البارحة أن نقوم بمبادرة إيجابية ننظف فيها مدرستنا الحبيبة بكل ما فيها من أماكن، رحبنا جميعنا بالفكرة، إلّا صديقتي حنان، فقد تجهمت، ولم تعجبها الفكرة إطلاقاً، وقالت لي بأنّها لن تحضر يوم غد، وبأنّها غير مسؤولة عن تنظيف المدرسة، فهي لا يعنيها أمرها.


حزنت لما قالته حنان، وطلبت منها أن أزورها بعد انتهاء يومنا المدرسي لنلهو معاً قليلاً فوافقت، وبينما أنا وهي نجلس في غرفتها تعمّدت أن أرمي ورقة كانت في يدي على الأرض، فأزالتها حنان ورمتها في القمامة، وقد شعرت بالانزعاج، لكنها لم تتكلم، ثم رميت كأس العصير البلاستيكي على السرير، وهنا غضبت حنان وقالت لي: سلمى، لم تفعلي ذلك وتوسخين غرفتي؟ فقلت لها أنا آسفة وماذا سيجري إن تسببتُ باتساخها، فأخبرتني بأنها ستتعب في تنظيفها، فقلت: ولماذا تنظفينها اتركي القمامة على ما هي عليه لن تؤثر عليك، فصاحت: مستحيل، هذا بيتي كيف أتركه قذراً؟ وكيف أستطيع الدراسة والجلوس في مكان قذر؟ فابتسمت وقلت لها: أرأيتِ؟ أنت لا تحتملين الجلوس في غرفة متسخة لوقت قليل، فكيف لنا أن نترك مدرستنا التي نمضي فيها ساعات طويلة قذرة؟ إنها بيتنا الثاني ولا مشكلة من تنظيفها، ابتسمت حنان بخجل وفهمت قصدي، وأخبرتني بأنها ستأتي غداً.


حضرنا جميعا في اليوم التالي وكلنا حماس للتنظيف، وبدأنا بعد أن وزعت علينا المعلمة الأدوار، فهنا مجموعة تقوم بكنس الصفوف ومسحها، وهنا مجموعة تقوم بتنظيف النوافذ، وأخرى تزيل الكتابة عن الجدران، ومجموعة رابعة تنظف الألواح وتزيينها، أمّا بعضنا فقد انطلق إلى ساحات المدرسة الخارجية، والحدائق لتنظيفها وزرع بعض الأشجار فيها، بينما قمنا أنا وحنان بإزالة اللوحات القديمة عن الجدران ووضع بعض اللوحات الجديدة، وما هي إلا ساعات حتى غدت المدرسة غاية في النظافة وكأنها بُنيت حديثاً، فالصفوف والممرات نظيفة، والمقاعد مرتبة، والروائح عطرة، وكل شيء يبدو رائعاً جداً.


الخاتمة

ابتسمت المعلمة وقالت لحنان، ها يا حنان ما رأيك بالمدرسة الآن، نظرت حنان بخجل وقالت: الآن نستطيع أن ندرس بحماس ونشاط، وكل شيء يبدو متلألأً حولنا، ضحكنا جميعاً وانطلقنا إلى بيوتنا للاستعداد ليوم دراسي جديد بعد أن شكرتنا المديرة وكرمتنا على ما فعلناه.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن النظافة، تعبير عن نظافة الحي