وادي موسى

وادي موسى من المدن التابعة لمحافظة معان، والذي يقع إلى الجنوب من المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتتميّز هذه المنطقة بأنها مدينة سياحية تكثر بها الفنادق والمتاحف، لأنّ مدينة البتراء الورديّة إحدى عجائب الدنيا السبع تقع فيه، إذ لا بدّ لزائرها من التوقف في الوادي أثناء رحلته إليها، فيما يُقال أنّ معظم سكان وادي موسى من بني ليث من قبيلة كنانة.


أصل التسميّة

سُمّي وادي موسى بهذا الاسم نسبةً إلى النبي موسى - عليه السلام -، كما أنّ به عين ماءٍ عذبة تُسمّى (عين موسى)، ويعتبر اسم وادي موسى الاسم الحديث للمدينة، حيث كان يُطلق عليها قديماً اسم (إلجي)، والذي أطلق عليها لكثرة لجوء الناس إليها لحمايتهم، وذلك من خلال التحصن في جبالها.


وادي موسى بين الأمس واليوم

لقد شهدت منطقة وادي موسى قديماً ازدهار العديد من الحضارات فيها على مرّ التاريخ، حيث ظهرت على أرضها العديد من الشواهد الأثريّة والدلالات التي كشفت عنها الحفريات والدراسات العلميّة المتعدّدة التي تؤكّد ذلك، ومن أهمّ معالمها الأثريّة الشهيرة في هذا الوادي مدينة البتراء - كما ذُكر سابقاً -، إضافة لمقام النبي هارون عليه السلام الواقع في أعالي جبال البتراء، ممّا زاد من جمال المكان وسحره، ويُذكر أنّ الشاعر الصيني "جي دي ميجا" زار المنطقة مرّة بما فيها البتراء فأذهله ما رآه فيه من مشاهد ساحرة، فقال عقب زيارته: "حقيقة عندي انطباعات جميلة عن بلدكم وأهلها، لكنَّني دهشت جداً حينما رأيت البتراء، إنَّها معجزة فريدة من صنع الإنسان العربي، وأنا أفكر بكتابة قصيدة طويلة عنها، وعن أولئك الناس الذين صنعوها، عندي حلمٌ جميل عن هؤلاء العرب "الأنباط"، وأعتقد أنَّ قصيدتي ستخرج جميلة كذكرى من هذه الزيارة". 


أمّا عن حاضر المدينة، فما يزال مرتبطاً بماضيه وجمالياته، وتاريخه العريق، حيث تتعدّد في هذا الوادي عيون الماء، وشواهد الأنباط المترامية في كل مكان، إضافة للمناظر الطبيعيّة، والإطلالات الخلابة على الجبال الورديّة، أما سكان المكان فقد تأثرت حياتهم كثيراً بالجانب الإيجابي للمدينة الأثرية التاريخيّة، فتمسكوا بتراثهم الذي يعبّر عن أصالتهم وتاريخهم، وقد انعكس هذا الأمر أيضاً على ارتباطهم بالأرض، واستخدام الإرث التاريخي الذي يميّز المدينة في الفن المعماري الحديث وفنّ الديكور، أما الأمر الآخر الذي يميّز وادي موسى حتى يومنا هذا، فهو التنوّع بين الحياة القرويّة والمدنيّة، وإيمان سكان المناطق المحيطة بالوادي بالحداثة، دون التأثير على تراث المكان وأصالته بأي شكلٍ من الأشكال.


الخاتمة

تحدثنا بعجالة عن مدينة لها تاريخ طويل لا يمكن حصره ببضع كلمات، ومهما تحدثنا يبقى للعين رأيٌ آخر حين نزور المكان وتكشف سحره الفريد والمتميّز.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن وادي رم، تعبير عن وادي شعيب