إكرام الضيف

عًرف العرب في جاهليّتهم ببعض الأخلاق الحميدة، والقيم الرفيعة التي توارثوها عن أجدادهم وعن نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، وقد كان منها إكرام الضيف والحفاوة به، حتى أنّ الكرم في ذلك أصبح سمة من سماتهم، وجزءاً من شخصيّاتهم، وأمراً يتنافسون به فيما بينهم، ويكتبون فيه القصائد، حتى إذا جاء الإسلام أرسى أخلاقاً عدّة من أخلاقهم، وبعضاً من طباعهم، وكان إكرام الضيف منها، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه).


آداب إكرام الضيف

لإكرام الضيف آداب كثيرة على الفرد أن يلتزمها ليقوم بواجب ضيفه على أتمّ وجه، ومنها: ألّا يدعو الإنسان إلى بيته، ولا يضيف فيه إلّا الصالحين الذين يثق في أخلاقهم، ويستأمنهم على بيته وأهله، فإذا حضروا استقبلهم ببشاشة منذ دخولهم بيته وحتّى خروجهم منهم، بالإضافة إلى أن يقدّم لهم واجبهم من الضيافة دون تكلّف فإنّ هذا مخالف للهدى النبويّ لما فيه من إرهاق للمُضيف وإحراج للضيف نفسه، وأن يطيب في كلامه معهم، فيختار ما يناسبهم من مواضيع ليتحدّثوا فيها، ومن آداب إكرام الضيف أيضاً عدم التهامز والتلامز أمامه، أو التحدّث مع أهل البيت بمواضيع لا دراية له فيها؛ لأنّ ذلك يشعره بالإحراج، وإكرام الضيف يكون للغنيّ والفقير على حدٍّ سواء، فلا خير في إنسان يُكرم ضيفه الغني، ويقصّر في واجب ضيفه الفقير مثلاً.


أهميّة إكرام الضيف

ضرب الأنبياء والتابعين أمثلة عديدة ومشرّفة في إكرام ضيوفهم رغم ضيق الحال، بدءاً بسيّدنا لوط عليه السلام، ومروراً بسيّدنا إبراهيم، ومحمد وغيرهم صلوات الله عليهم جميعهم لما في هذه العادة من مرضاة للرب، وبناء للعلاقات الطيّبة بين الناس، ونشر للمروءة والأصالة، فهذا رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم يحلّ في المدينة عليهم ضيفاً فيسأل المسلمين من يضيفه؟ فيتطوّع في ذلك فرد من الأنصار يطلب من زوجته أن تعدّ ما في البيت من طعام للضيف، فيما تصبّر أبناءها بأيّ شيء آخر لعشائهم، ويتظاهر بأنّ في المصباح عطل ليحلّ الظلام في الغرفة، فلا يمدّ يده للزاد حتى يكفي ضيفه، فما أجمل أن تعمّ هذه الصفة النبيلة مجتمعاتنا، وأن تُغرس في أبنائنا فتظلّ من شيمهم إلى يوم الدين.


الخاتمة

إكرام الضيف من شيم النبلاء وذوي الأخلاق الطيبة، وفيها يحصد الإنسان رضى الله تعالى، وحبّ الناس، فما أجمل أن نحافظ على هذه العادة التي تقوّي من العلاقات في المجتمع، وتصفّي قلوب الناس، وما أجمل ان نربّي عليها النشأ الجديد.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الكرم، موضوع تعبير عن الجار