الأسرة السعيدة

إن أجمل صوت قد تطرب له الأذن هو صوت ضحكات عدّة انطلقت من أفراد عائلة في وقت واحد، فذلك الصوت يشعرك بدفء ليس له مثيل، وبأنّ العالم وإن ساء لا يزال على ما يرام، وبأنّك قوي وقادر على تجاوز كل مشكلاته بوجود هؤلاء الأفراد المحبّين من حولك، إنّها الأسرة السعيدة، أمّا إن سأل سائل عن معنى الأسرة السعيدة فسأقول أنّها العش الدافئ الذي يتوق الإنسان إلى العودة إليه بعد يوم طويل ومتعب، وهي الحضن الدافئ الذي يركض الإنسان للاختباء داخله إن خذلته الحياة في الخارج، وهو المكان الذي يهرع إليه عند فزعه، والمأوى الذي ينطوي على نفسه فيه عند حزنه، والعيد الذي يحتفل فيه عند بهجته وفرحه.


مظاهر الأسرة السعيدة

الأسرة هي نواة المجتمع التي يضعها الزوجان في تربته منذ أول يوم لهما في هذه الحياة معاً، وبقدر ما يسقيانه لهذه البذرة من محبة، وألفة، وتفاهم تنبت شجرة أسرتهم يانعة، جميلة، مقبلة على الحياة، فالأم والأب هما نواة هذه الأسرة، وهما من سيخطّان معاً الكيفية التي ستكون عليها، فإن كانا زوجين متفاهمين، واعيين، متشاركين أسسا أسرة سعيدة كانت ذخراً للمجتمع بأسره، فالأب عامود هذه الأسرة، والمسؤول عن حمايتها، وصونها، وتأمين حاجاتها، له أن يكدح في هذه الحياة ويتّكل على الله، ثمّ يقدّم ما جاد به القدر لأسرته بحبّ وحنان، فلا يبخل عليهم ولا يقتر، وعليه أن يراعي الله فيهم حتى تحل البركة، وتحل في هذه الأسرة السكينة، وعليه أن يحترم زوجته وأم أطفاله، ويقدّرها، ويحاورها، ويناقشها بلين ورحمة، أمّا هي فتحنو عليه، وتخفف عنه ما يلقاه في الخارج، وتصونه في بيته وعرضه وماله، وتوفّر من قوته بقدر ما تستطيع، وتعلّم أبناءها القناعة، وتنشئهم على طاعة الله، والأخلاق الكريمة، فتزرع بهم حب الأهل والغير، وتحثّهم على مساعدة الآخرين.


في الأسرة السعيدة يدعم الأخوة بعضهم بعضاً، ويحبون الخير لبعضهم البعض، وفيها يقوّم الكبير الصغير بحنوٍ ولين، ويحترم فيها الصغير الكبير، تجدهم يجلسون فيتسامرون، ويتبادلون أطراف الحديث المفيد والممتع، دون أن يكون للغيبة أو النميمة بينهم مكان، فهم منشغلون في حب وتطوير ذواتهم عن الخوض في أحاديث الآخرين بالسوء، وفي الأسرة السعيدة يعلم الوالدان أن أوقات الفراغ هي مداخل الشيطان، فيسعون لسدّها بإشراك أبنائهم بما يطوّر شخصيّاتهم وينمي ذواتهم من مواهب، كالقراءة: والسباحة، والرياضات الأخرى، وهو ما ينتج عنه أفراد أقوياء أسوياء، عن آفات الوقت بعداء.


أهمية الأسرة السعيدة للمجتمع

الأسرة عماد المجتمع، فإن كان عمادها قوياً متيناً قوي عوده واشتد، وإن كان غير ذلك تساقط وتهاوى، والسعادة تعكس الطمأنينة والسكينة اللتين يشعر بهما الأفراد، وبدونهما لا يستطيع الإنسان التركيز في دراسته، أو عمله، أو مسيرة نهضة مجتمعه، فإن كانت الأسر مستقرة تتمتع بالاستقرار النفسي، والاتزان صلُح حالها، وصلح حال المجتمع، ومضى في طريقة النهضة ثابت الخطى إلى العلياء.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الأسرة، موضوع تعبير عن تربية الأبناء