المقدمة

تنقضي حياة الإنسان وقد قضاها في مراحل مختلفة، وأماكن مختلفة، ومن سنة الحياة والطبيعة التجدد، والتغيّر من حين إلى حين وهو ما يمنحها طعمها ونكهتها، إلّا أن من صفاتها التي أودعها الله فيها بعض الثبات، والسير على وتيرة واحدة في أغلب الأحيان، وهو ما نسميه بالروتين اليومي، والذي قد يضجر منه البعض، وقد يتأفف منه البعض الآخر، إلّا أنني أرى في زاوية منه بعض الإفادة التي قد يغفل عنها الكثيرون، فها أنا اليوم أنطلق إلى جامعتي، وأستعد إلى روتين يوم جامعي جديد، وأنا أحمد لله على نعمة التحاقي بمقاعد الدراسة فيها بكل تأكيد.


الروتين اليومي في الجامعة

اليوم أنا في سنتي الجامعية الثالثة، ولا زلتُ أذكر أول يوم جامعي لي، لقد بدا كل شيء حينها مختلفاً، وجديداً، يبرق سحراً وإثارة، بدءأً من القاعات، إلى باحات الجامعة، والكفتيريا الموجودة فيها، انطلاقاً إلى الطلاب الموجودين فيها، والأساتذة، وطبيعة النظام المختلف كل الاختلاف عن نظام المدرسة، واليوم أرى كل ذلك اعتيادياً، ولا أستغرب ذلك، فمشاعر الإنسان تعتاد على الأشياء رويداً رويداً مهما كانت مختلفة ومتنوعة.


يبدأ يومي بعد استيقاظي بحوالي ساعة تقريباً أقضيها في تجهيز نفسي لبدء يوم جامعي جديد، فأبدأ بتناول فطوري، ثم تجهيز نفسي والانطلاق، والركوب في حافلات الجامعة التي أشاهد فيها نفس الطلاب الذين يجلسون في نفس المقاعد تقريباً كل يوم، وبحكم أنّ مقعدي يصادف إلى جانب النافذة على الأغلب فإنّي أرى نفس الأشخاص يتوجهون إلى وظائفهم، ومدارسهم، وجامعاتهم يسيرون في نفس الطرقات كل يوم، أدخل جامعتي وأكون أول الواصلين من مجموعة أصدقائي، فأتوجّه إلى الكفتيريا وأشتري كوباً من القهوة الذي يصنع يومي، ويجعلني قادراً على التركيز بمهامي القادمة، وأبدأ بسرد أذكاري اليومية، وبعد الانتهاء منها بدقائق يطل صديقي عبد المجيد صحبة صديقي نائل، ويتبعهما ماجد، وقصي فتكتمل مجموعتنا، نتحادث قليلاً ونتشارك ما حصل معنا البارحة، فيسرقنا الوقت ويشير إلى قرب بدء المحاضرة الأولى.


نتّجه إلى قاعات المحاضرات واحدة تلو الأخرى، وفيها نتابع بتركيز ما يلقيه على مسامعنا الأستاذ الجامعي، ونتفاعل، وندوّن الملاحظات، ونتبادل الآراء، وفي وقت استراحتنا نخرج لتناول الغداء، أو شرائه على الأغلب والجلوس في إحدى باحات الجامعة، لأخذ فسحة قبل بدء المحاضرات التالية، والتي نعود لنتوجه إلى نفس القاعات لحضورها، والاستعداد جيداً لجدول امتحانات مزدحم نناقشه سوياً، ونتمنى لو أنّ هذا الامتحان قد جاء مكان ذاك أو العكس.


الخاتمة

تشير الساعة إلى انتهاء المحاضرة الأخيرة فننطلق كأسراب النمل خارج القاعات، وقد أثقلنا التعب تارة، وهموم المواد المكدسة تارة أخرى، إلّا أننا نجد فسحة روحنا في وقوفنا مع بعضنا البعض بضع دقائق إضافية تشحننا ليوم جامعي جديد سيبدأ وينتهي كما بدأ اليوم وانتهى.


للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الوقت، موضوع تعبير عن النجاح