مفهوم السلام
يعني السلام بمفهومه اللغوي البسيط النجاة من كلّ ما لا يُرغب به من مشاكل واضطرابات، فالسلام هو مصطلح يعبّر عن الهدوء، والأمان النفسي والاستقرار اللازمة للعيش في هذه الحياة وفق منهج طبيعي قد خلقنا الله تبعاً له وفطرنا عليه، والسلام مفهوم واسع يظهر في مواطن عدّة، فاسم من أسماء الله هو (السلام)، وفي السلام تكون نهاية الصلاة وختامها، وبه يكون أداء التحيّة عند الدخول على قوم وتحيّتهم، وفي السلام يُلمح اللون الأبيض، ورفرفات الحمائم البريئة، وغصون الزيتون.
أهميّة السلام
للسلام أهميّة كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، وهو ما يجب أن تكون عليه العلاقات بينهم في الأساس؛ فالسلام هو أساس استقرار الإنسان النفسي واطمئنانه الذين يُعتبران من الحاجات الأساسية للإنسان كما المشرب والمأكل بالنسبة له إن لم يفوقانهما شدّة، فمن ينكر ذلك عليه أن يجرّب أن يسترجع موقفاً كان يشعر فيه بالخوف من اعتداء معين أو ما شابه، ويستذكر أكانت حاجته حينها للأمان تفوق حاجته لأن يأكل أو يشرب أم العكس؟، فالأمان النفسي والسلام هما قاعدة هرم الحاجات االإنسانيّة وكل ما هو غيرهما يأتي بعدهما، وعند شعور الفرد بالسلام ينطلق ساعياً في مناكب الحياة والإبداع، ويسعى إلى تحقيق طموحه في بيئة آمنة لا يخشى فيها شيئاً، وذلك لأنّ دماغ الإنسان مجموعة من الخلايا التي تتأثر بطبيعة المحيط حوله، فإذا أحسّ بالطمأنينة والسلام عملت قدراته العقلية بتوازن وتنظيم، وإن كان العكس اضطرب وتشوّش ولم يستطع إنجاز ما عليه.
والسلام مهم أيضاً بالنسبة للمجتمع وموجوداته حتى، إذ تؤثّر حالات النزاع والحروب على استقرار الدولة وجميع مناحي الحياة فيها بما تسبّبه من دمار وخراب يطال بنيتها التحتية، فتُنفق الملايين من الدولارات في عمليات إعادة الإعمار، والإصلاح، وعلاج المصابين وغيرها في الوقت الذي كان يمكن أن تنفق فيه في تطوير هذه البلاد وإعمارها، وتحقيق نهضتها، كما أنّ هذه الحروب تتسبب في قتل الحيوانات وتهجيرها، وتدمير الغطاء النباتيّ وهو ما يترتب عليه خلل في التوازن البيئي في مستقبل المجتمعات.
موقف الديانات من السلام
دعت الديانات جميعها وأوّلها دين الإسلام إلى السلام، واعتبرته طبيعة منظّمة لعلاقات الأفراد فيما بينهم يقومون على أساسه باحترام أفكار ومبادئ بعضهم البعض، وقبول الآخر، وعدم التعدّي على حقوقه، فالناس وإن تعدّدت مذاهبهم، وأجناسهم، وأفكارهم هم بالنهاية اخوة في الإنسانية، إلّا أنّ السلام في معناه لا يعني الإذعان، والتسليم، وقبول الذل بحجة عدم الرغبة في الاصطدام مع الآخر، بل يجب على الإنسان أن ينال حقوقه المتمثّلة بالقبول، والاحترام، وحفظ الحقوق على أتم وجه، وإلّا فعليه أن يناضل لينالها.
الخاتمة
الناس أخوة في الإنسانية يجب أن تجمعهم مبادئ السلام، والتسامح، والحب، والرحمة، فليس هناك أكثر بشاعة من عالم تحكمه النزاعات وتسوده الصراعات.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الحب، موضوع تعبير عن الحرية والمسؤولية