الصديق

الصديق هو ذلك الشخص الذي يؤثر في شخصيّة صديقه وسلوكه دون أن يشعر، ويوجّه خطاه دون أن يحسّ، فكلّ صديق لصديقه تابع، والصديق إن كان جيّداًً صالحاً، ذي خلق حسن، كان نعمة من الله تعالى بعثها لعبده حتى ينير طريقه، ويدلّه على الصواب، ويبعده عن طريق الخطأ، ويمدّ له يد العون إن سقط، فالصداقة كنز ثمين قد يعيش الشخص أعواماً طويلة دون أن يحظى به، أمّا من حظي به فعليه أن يحافظ عليه ليكملا معاً طريق الحياة الطويل الذي يحتاج للرفيق الصالح، والسند.


صفات الصديق الصالح

قال الشاعر:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي


وهو ما يُشير لأهمية أن يختار الشخص صديقاً صالحاً يضمن ألّا تزلّ معه قدماه، ومن صفات الصديق الصالح أن يصادقك دون غاية أو مصلحة يريدها منك، فتراه يسأل عنك ويزورك في كل الأوقات، وتجده موجوداً إلى جانبك في وقت شدّتك وحزنك قبل وقت فرحك، ومن صفاته أيضاً أن يكون مرآة لك، يبيّن لك أخطاءك دون تزييف، ويريك حسناتك دون غيرة وحسد، والصديق الصالح لك ناصح أمين، ومن صفاته أنه يحب لك الخير تماماً كما يحبّه لنفسه، وهو لك داعم في تحقيق أهدافك، فيساعدك على بلوغها ويشجّعك، ويقيمك ويقويك إن فشلت حتى تنجح، وتعرف صديقك الصالح حينما تجد نفسك مرتاحاً معه عند حديثك وبوحك، فهو لسرّك كاتم، ولأمانتك حافظ، والصديق الصالح قلبه نظيف تجاه صديقه مهما غاب، فالبعد لا يؤثر في الصداقة الحقيقة، وهو صديق يعتزّ بصداقتك أمام أهله، وأصدقائه، وكل من يعرف، أمّا إن شبّ بينكما خلاف فإنّه لا يتطوّر معه إلى شجار وقطيعة، فالصديق الصالح صديق متسامح، ذو قلب أبيض يغفر ويعود إن أحسّ منك بمبادرة.


وصديقك الحقيقي صديق يحسن بك الظن وإن أساء الظنّ بك كل البشر، فهو عارف لك، واثق بك، فهذا أبو بكر الصديق صديق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكون أول من آمن بدعوته وأسلم معه، وصدّق به، فهو يعرف أنّه صادق لا يكذب، والصديق الصالح يحاور صديقه، ويفهم ما يقول، ويبادله الأفكار، ويعطيه المساحة ليعبّر عن نفسه دون أن يقاطعه خاصة وقت المشكلات، ثمّ يتحاوران سوياً للوصول إلى حلّ، فما أجمل الصحبة الصالحة التي لا تموت.


الخاتمة

قال صلّى الله عليه وسلّم: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يُحذيك، وإمّا أن تبتاع منه، وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير، إمّا

أن يحرق ثيابك، وإمّا أن تجد منه ريحاً منتنة)، وعليه فإن الإنسان الحكيم يختار دوماً صديقاً يسير معه في دروب الحياة ويرشده فيها إلى الصواب، ويبتعد عمّن يؤذيه ويريد له الشر.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الجار، موضوع تعبير عن صلة الرحم