المقدمة

استمرت كلمة (الكلاسيكية) التي تعني التوازن، والبساطة، والمنطق حتى يومنا هذا دون أن نعلم أن جذورها يونانية ورومانية الأصل تعود للقرنين الرابع والخامس، فالعصر الكلاسيكي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهاتين الحضارتين الممتدتين، واللتين أثرتا بشكل أساسي وواسع في الحضارة الأوروبية ككل في كل ما فيهما من نواحي حياة، إذ كان هذا العصر بالنسبة للحضارتين الآنفتي الذكر عصراً ذهبياً في تاريخيهما.


العصر الكلاسيكي

بدأ هذا العصر في القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد واستمر إلى القرن الخامس، وهو عصر يعكس التاريخ الثقافي لحضارات اليونان وروما المتشابكة، وهو عصر ازدهر فيه المجتمعان في جميع المناحي الحياتية حتى أثرا في جميع أنحاء أوروبا، وأفريقيا، والشرق الأوسط.


خصائص العصر الكلاسيكي

يتميز كل عصر من العصور بمجموعة من الخصائص التي تصبغه بصبغة مميزة، ومن خصائص العصر الكلاسيكي أنّه عصر شهد تطوراً كبيراً فيما يخص القوانين، حتى إننا لا نبالغ إن قلنا أنّ تأثيره قد امتدّ إلى بعض الأنظمة القانونية الحالية، وقد شهد ذلك العصر أطواراً من التطور الفكري في مناحي العلوم، والرياضيات، والفلسفة، ومن منا لا يعرف فلاسفة أثينا الكبار أمثال سقراط، وأفلاطون، وأرسطو وغيرهم! وقد تنبى في هذا العصر أغلب الفلاسفة فكرة التشكيك في العالم من حولهم مما دعا الكنيسة الكاثوليكية لمطاردتهم، أمّا عن المرأة فقد شاركت في هذا العصر في الأنشطة على اختلافها لا سيما التجارية منها، مع بقاء الغالبية العظمى منهن في بيوتهن.


امتلأ العصر الكلاسيكي بساطة وتوازناً ظهرا على الحركة العمرانية فيه، وهذا ما يلمحه الناظر في البناء الهندسي اليوناني القديم، إذ اعتمد المعماريون الكلاسيكيون الأعمدة المتساوية والتصميم المتماثل للمعابد اليونانية، والبعد عن الأنماط الزخرفية الفاخرة، ولربما جاءت من هنا كلمة (كلاسيك) التي نعتمدها في يومنا الحالي للدلالة على كل ما هو بسيط، وخال من التعقيد، أما الموسيقى فقد كانت من أهم خصائص هذا العصر، وهو ما دعا إلى تدريسها والتكسّب منها، عن طريق إعطاء الدروس، وتأليف الكتب الموسيقية، وفي هذا العصر عُرفت الآلات الموسيقية الهوائية والكهربائية، كالبيانو، والجيتار، وغيرهما، فيما عُرف الكثير من الموسقين المشاهير أمثال موزارت وبيتهوفن.


أمّا عن الفنون في ذلك العصر على أنواعها فقد اتّسمت بالاتزان العاطفي، والوضوح، أكثر من أي عصر من العصور السابقة، بما فيها فن الشعر، وقد سمي هذا العصر بعصر المنطق، كما سمي بعصر الفن والإبداع، أما الشعر في العصر الكلاسيكي فقد اتّسم بالالتزام بالوزن والقافية، ووحدة البيت الشعري رغم تعدد الموضوعات.


الخاتمة

ترك العصر الكلاسيكي بصمته فيما عاصره من حقب، وفيما تلاه، وكان ذلك في كافة جوانب الحياة على تنوعها، حتى إننا لا زلنا نلمح أثره في جوانب الشعر، والفن، والأدب، والفلسفة وغيرها من أمور، ولربما يعود ذلك لاعتماده على أسس المنطق، والوضوح، والبساطة، والتوازن.


للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن عصر بناة الأهرامات، موضوع تعبير عن العصر الجاهلي