المقدمة
كنت أجلس أمام التلفاز أشاهد برنامجاً وثائقياً حول الأزياء التقليدية حول العالم، فصادفني ما لم أتوقع أن أصادفه، حيث لم أطّلع مسبقاً على الملابس التقليدية لبلدان كثيرة، فأنا كفتاة عربية أعرف من هذه الملابس بعضها، مثل الثوب الفلسطيني، والمدرقة الأردنية، والقفطان المغربي وغيرها القليل، لكنّ ما عُرض في هذا البرنامج استهواني، وجعلني أبحث في هذا الموضوع أكثر فأكثر، فأشاهد حلقات مطوّلة على اليوتيوب عن الملابس التقليدية لبعض البلدان من شمالها وحتى جنوبها، وأقف على تفاصيل كل ثوب وأعرف معانيه.
الملابس التقليدية
بداية تجتمع الشعوب كلها على أنّ الأزياء التقليدية جزء من حضارتها، وتراثها اللتين يجب ألا تندثرا، بل يجب أن تتوارثهما الأجيال، ولأجل ذلك ولأنّ الملابس التقليدية هي إشارة تعبّر عن هوية الشخص منذ النظرة الأولى التي تراه فيها، ترى كبار السن يحرصون على ارتداء هذه الملابس خاصة في المناسبات، والأعياد وغيرها، كما نجد مصممي الأزياء، وقد توجّهوا لدمج الماضي بالحاضر، فطرزوا من هذه الملابس ما يتناسب مع روح العصر، وذوق الشباب فيه، وهذه برأيي خطوة خلاقة وذكية للحفاظ على ملابسنا الرائعة المحتشمة من الاندثار.
تقف على تفاصيل هذه الملابس، فتجد فيها من الجمال والسحر والاحتشام ما يجعلها تفوق الملابس العصرية جمالاً، فهذه المدرقة الأردنية تتميز بجمال ألوانها الزاهية، وروعة ما تُصنع منها من قماش، يُضاف إليها عصابة على الرأس تزيدها هيبة ووقاراً، أما الثوب الفلسطيني المطرّز بخيوطه الجميلة بيد النساء الفلسطينيات الأصيلات أنفسهن، فروعته لا توصف والنساء تزدان به مختلفاً باختلاف المدينة التي جئن فيها، فلكل مدينة فلسطينية عريقة ثوب يصف عراقتها وتاريخها، وعن القفطان المغربي أتحدث حينما أريد التحدّث عن الفخامة والرقي، فما يتميز به هذا الثوب من قماش وتطريز يجعلناه محط أنظار أي جلسة يحضر فيها.
الملابس التقليدية كثيرة ومتنوعة كما شاهدت، فكل بلد له ملابسه التقليدية الخاصة، فهذه الملابس التركية تعكس فخامة القصور، وذوق السلاطين الرفيع، بما حيكت به من خيوط مذهّبة، وأقمشة مخملية، وأخرى رقيقة، أما في اليابان فزيّ النساء التقليدي هو الكيمون المصمم على شكل حرف تي، ويُعرف عنه تميزه بألوانه الزاهية التي تعبر عن الثقافة اليابانية، ومن منّا لا يعرف الساري الهندي الذي تتزين به جميلات الهند، حيث يتميّز بجمال ألوانه، وطريقة ارتدائه الغريبة، ومما يزيده جمالاً ما ترتديه عليه النساء الهنديات من حلي ومجوهرات تتناسب مع طابعه.
الخاتمة
كثيرة هي الملابس التقليدية الممتدة من الماضي حتى الحاضر، والتي لا تعني كونها أزياء قديمة فقط، بل هي هوية كل شعب، ومرآة حضارته وثقافته أمام الشعوب الأخرى، أمّا عن واجبنا تجاه هذا الجزء من هويتنا فيكمن بالاعتزاز بها، والفخر عند ارتدائها، والحفاظ عليها من الزوال بارتدائها في كل مناسبة تسمح بذلك بتصميماتها المختلفة.
للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن السياحة، موضوع تعبير عن العصر الكلاسيكي