مصر
يقول الشاعر أحمد شوقي:
مصر العزيزة لي وطن وهي الحمى وهي السكن
وهي الفريدة في الزمن وجميع ما فيها حسن
هي قلب الوطن العربي، وهبة النيل كما قال هيرودوت، وعلى أرضها قامت الحضارة الفرعونية، واليونانية، والرومانية قبل الفتح الإسلامي العظيم، وهي القلعة المنيعة التي تصدّت لبطش التتار القادمين لتدمير العالم، إنّها مصر أمّ الدنيا، ومهد الحضارة والثقافة، والفن.
جمال مصر
ما إن تحط قدماك مطار هذه الدولة الجميلة حتى تشعر بألفة غريبة توحي لك بأنّك قد زرتها العديد من المرّات قبل اليوم، ففي سمرة أهلها تُلمح الطيبة والأصالة والكرم، وفي لهجتهم الجميلة تُلمح البهجة، وخفة الظل، وحب الحياة وهذا ما يجده الزائر فعلا عند التجوّل في شوارعها المكتظّة بالناس دوماً، والمليئة بالحياة، فالليل في شوارع مصر نهار، والناس فيها عشّاق للسهر، والتنزّه، والسمر، فتراهم ساهرين على ضفاف نهر النيل الممتدّ على طول مصر يتسامرون صحباً، وأهلاً، وأحبّة ويتناولون ما يحمله الباعة المتجوّلون من حمص شام، وذرة، وغيرها من التسالي، ومنظر أضوية القوارب العائمة المنعكس على ماء النهر على صوت الموسيقى يعطي مشهداً يضجّ بالبهجة والحياة، وكلّ هذا يأسر قلب الناظر، ويسرُّ خاطره، ويسرقه من نفسه لينظر إلى ساعته فيجدها قاربت ساعات الفجر دون أن يشعر.
أمّا الريف في مصر فحكاية أخرى، وهناك يسمّونه (الغيط)، وهي أراض خصبة كثيرة الخضرة تسحر الناظر بنضرتها، فيها يزرع الفلّاحون الحَبّ ويحصدون الحُب، وفيها لا تجد ما يُضاهي كرمهم وطيبة نفسهم، وفي هذه الغيطان تجري تفريعات صغيرة اقتطعها هؤلاء الفلّاحون من نهر النيل فأكملت جمال هذه اللوحة الفنيّة، وفي الغيطان تلمح أنواع مختلفة من الطيور وتسمع شدوها، وبعض الحيوانات الأخرى كالبقر، والخيول، والجواميس وغيرها، وفي الأجواء تنتشر روائح الخبز، والفطير المشلتت، والرقاق المصنوعة كلّها بأيدي النسّاء الطيّبات.
وعندما تُذكر مصر يتبادر إلى ذهن السامع الأهرامات الفرعونية العظيمة على الفور، وأبو الهول، وهي معالم فرعونية يقصدها السائحون من كلّ بقاع الأرض، حيث تُعتبر هذه المدافن الفرعونية القديمة إحدى المعالم التي حيّرت العلماء بهندستها، وطريقة بنائها، وروعتها، ولا تنحصر الآثار الموجودة في مصر على هذه المعالم فبعض المدن المصرية الأخرى مثل الأٌقصر وأسوان تحتويان على ما يُقارب ثلث الآثار الموجودة في العالم أجمع.
أمّا عن شهر رمضان المبارك والأعياد ففي هذه الدولة لها نكهة مميّزة جداً، ففيها ترى الشوارع وقد زُيّنت بالكامل، وتسمع أصوات المدائح النبوية والتكبيرات في كلّ مكان، فيما يتشارك الأهل والجيران المأكولات والمشروبات مع بعضهم البعض في مثل هذه المناسبات كولائم في الأحياء، وتُقام الموالد وغيرها من الفعاليات الأخرى.
الخاتمة
مصر بلد جميل بطبيعته الخلابة، وإرثه الحضاري، وأناسه الطيّبين، ففيه نهر النيل الخالد، وما خلّفته الحضارة الفرعونية من آثار كالأهرامات وأبي الهول، وغيرها.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن عصر بناة الأهرامات، موضوع تعبير عن السياحة
