الموضوع الأول

المقدمة


أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه يا شمساً تشرق في أفقي يا ورداً في العمر شذاه يا كلّ الدّنيا يا أملي أنت الإخلاص ومعناه



بهذه الأبيات زينت كرت المعايدة الذي صممته لأمي بنفسي بمناسبة عيد ميلادها، ووضعت معه زجاجة عطر كهدية أتمنى أن تنال إعجابها، فأمي هي إنسانة رائعة قبل أن تكون أمي، تحملت مشاق الحياة كلّها، دون تذمر أو تأفف حتى ترانا أسعد الأبناء، أحضرت لها هدية وأنا أعلم من أعماق قلبي بأن لا شيء في هذه الدنيا قادر على مكافأتها على ما فعلته، وما زالت تفعله لأجلنا.


أمي الحبيبة

ذهبت مسرعاً إلى البيت، متحمساً لتقديم الهدية لأمي، دخلت المنزل وناديت كثيراً عليها لكنها لم تجب، فخرجت أختي من الغرفة وأمارات الحزن تبدو على وجهها، وأخبرتني بأن أمي تعرضت لوعكة صحية نُقلت على إثرها للمستشفى، فلم أصدق نفسي ولم أشعر إلّا وأنا أركض وأستقل سيارة أجرة وأنطلق إلى المشفى، وما إن دخلت الغرفة حتى وجدت أمي غائبة عن الوعي، وأبي وأخوالي يحاولون طمأنتي عليها، اقتربت منها وقبلت يديها وتوسلت إليها أن تصحو، لكن ذلك لم يجد نفعاً، فبكيت كثيراً وأنا نائم في حضنها أتذكر حنانها علينا في كل الأوقات، وتعبها لأجلنا دون تذمّر، وحرصها على تربيتنا تربية صالحة ننفع بها أنفسنا والمجتمع، وتذكرت سهرها إلى جانبنا في أوقاتنا العصيبة من مرض وامتحانات، مرت الساعات ولم أشعر إلّا بأبي يخبرني بأن الساعة الآن تقارب الثانية عشرة ليلاً، وأن جلوسي هنا لا يجدي نفعاً، وطلب مني أن أقوم لأصلي ركعتين وأدعو لها بالشفاء فقمت، ودعوت الله كثيراً بأن يشفي لي أمي التي هي كل حياتي، فهي صديقتي، وأمي، وسندي وكل جمال الدنيا في عينيّ.


الخاتمة

نمت على الأريكة دون أن أشعر بنفسي، ولم أفق إلّا على صوت أمي الغالية تناديني "أحمد، أحمد تعال يا بني"، لم أصدق عيناي، فقمت أجري أنان ووالدي إليها، لقد أفاقت أمي أخيراً، وانتهى هذا الكابوس المزعج، لقد عادت الحياة لروحي، وعادت للدنيا ألوانها من جديد.


الموضوع الثاني

المقدمة

عندما خلق الله الأرض، خلق الإنسان ليعيش فيها، ولكي يتمكن الإنسان من مواصلة حياته وهبه الأم، وزرع في قلبها الرحمة والحنان، لتغدق بكل ما منحها الله من رحمة على صغارها، وترضعهم الرأفة والحنان قبل حليبها، وتتحمّل مشقّات الحياة بما فيها آلام الحمل والميلاد بكلّ حب ودون تذمّر، بل بشوق لرؤية وليدها وحمله بين يديها، هي الأم التي جُعلت الجنّة تحت أقدامها، هي ملاك الرّحمة في حياة كلّ إنسان، وقد قال تعالى: (ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهن).


دور الأم

الأم هي عماد الأسرة والحياة، وهي الصوت الأول واللمسة الأولى في حياة كلّ طفل، وهي التي تكوّن مع الأب الأسرة العظيمة القويّة، ودور الأم في الحياة هو بناء جيلٍ وإعداده للمستقبل، وتنشئته على أسسٍ سليمة، وقد قال الشّاعر أحمد شوقي في ذلك:

الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها

أعددت شعباً طيّب الأعراق


يبدأ دور الأم منذ لحظات الحمل الأولى، وذلك بتجنّب كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بجنينها، وتناول الأغذيّة الصحيّة التي تسهم في منحه العناصر اللازمة لسلامته ونموّه بشكلٍ سليم، ومراجعة الطّبيب بشكلٍ دائم ومنتظم، وفي مرحلة الولادة، وبرغم الأوجاع الكبيرة التي تتحمّلها الأم، إلا أنّها تتحمّل وتصبر وتكرر حملها لمرّة أو مرات أخرى لتنجب أطفالاً، ولا ينتهي دورها هنا، فبعد الميلاد يبدأ الدور الرئيسي في حياة كلّ أم، ففي البداية يبدأ السّهر والمتابعة والإرضاع حتّى يكبر، وتبدأ مرحلة أخرى بعدها من تأسيس وتنشئة وزرع للقيم النّبيلة في نفوس صغارها، حتى يلتحق الصغار بالمدرسة.


عند دخول الأولاد للمدارس يكون شغل الأم الشاغل هو متابعة دراستهم والتحصيل العلمي لهم، ومذاكرة دروسهم بشكلٍ يومي، وتوفير الجو الملائم لهم لمواصلة تحصيلهم العلمي، ولا ينتهي دورها هنا مهما كبروا وبلغوا أشدّهم، بل تستمرّ في متابعتهم ولا تقرّ عينها حتّى تراهم من أسعد النّاس، وعند زواج أبنائها تشعر الأم بأنّ من واجبها رعاية أحفادها وتقديم النّصح لأبنائها في رعاية صغارهم، وتشعر بحنانٍ عظيم تجاه أحفادها، فتردّد دوماً: (ما أغلى من الولد إلا ولد الولد).


ولا يقتصر دور الأم فقط على التربية والتنشئة، بل في بناء محيط ملائم لراحة أطفالها، فتنظف البيت وتطبخ، وتسهر على صغارها إن تعبوا، وتعطيهم الأدوية في مواعيدها، ولا يغمض لها جفن إلا بعد أن يطمئن قلبها بأنَّ الجميع يغرق في سباتٍ عميق، ولا ننسى الأم العاملة، فدورها مضاعف، فبالإضافة إلى عملها عليها رعاية أسرتها على أكمل وجه، دون أي تقصير تجاه أحدٍ منهم، هذه هي المسؤوليّة والرسالة العظيمة التي تعمل كل أم على القيام بها بحذافيرها دون كللٍ أو ملل، فطوبى لكل الأمهات على وجه الأرض.


الخاتمة

الأم كلمة صغيرة قليلة الحروف عظيمة المعنى، وهي المعنى المرادف للحياة، فلولاها لما كان لنا وجود على سطح الأرض، ولولا محبتها ورعايتها وحنانها وعطفها وخوفها علينا، لما وصلنا إلى كل ما نحن عليه الآن.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن فضل الأم، تعبير عن عيد الأم